
Contents
تعريف الصحة العقلية:
بحلول العاشر من تشرين/أكتوبركل عام ترتبط الأذهان بيوم الصحة العقلية. فما هي؟ :
الصحة العقلية تشير إلى حالة الرفاه العامة، والصحة النفسية للفرد. وتتعلق بالشعور بالرضا، والسعادة، والقدرة على التعامل مع التحديات، والضغوط الحياتية، والقدرة على الوفاء بالمسؤوليات اليومية، والتفاعل الاجتماعي الصحيح مع الآخرين.
وتعرفها منظمة الصحة العالمية بأنها الحالة الجيدة من صحة العقل، والتي يدرك فيها الفرد قدراته الخاصة، ويتحلى الفرد بالقدرة على التعامل مع ضغوط الحياة العادية، والعمل المثمر، والمساهمة في بناء مجتمعه.
المرض النفسي والمرض العقلي:
أهمية الصحة العقلية:
تعتبر ذات أهمية كبيرة للأفراد والمجتمع على حد سواء.وترجع تلك الأهمية إلى عدة جوانب:
– الرفاه الشخصي: تعتبر الصحة العقلية جزءًا أساسيًا من الرفاه الشخصي، والجودة العامة للحياة. عندما يكون لديك صحة عقلية جيد؛، فإنك تشعر بالسعادة والرضا، وتكون قادرًا على التعامل بفعالية مع التحديات والضغوط الحياتية.
–الأداء العام: تؤثر الصحة العقلية على أداءك العام في الحياة. عندما تكون عقليتك قوية ومستقرة؛ فإنك تكون أكثر قدرة على التركيز والانتباه، وتحقيق الأهداف، وتنمية مهاراتك، سواء في العمل، أو الدراسة، أو العلاقات الشخصية.
إقرأ أيضا:علاج اضطراب القلق (anxiety disorder) العلاج والادوية المستخدمة–العلاقات الاجتماعية: الصحة الجيدة تساهم في تعزيز العلاقات الاجتماعية الإيجابية. عندما تكون عاطفيًا مستقرًا وقادرًا على التفاعل والتواصل بشكل صحيح، فإنه يصبح من الأسهل بناء علاقات صحية ومتينة مع الآخرين.
-الإنتاجية والابتكار: الصحة العقلية الجيدة تعزز الإنتاجية والإبداع. عندما تكون عقليتك في حالة جيدة، فإنك تكون أكثر قدرة على التفكير الإبداعي، والتكيف مع التغيير، وإيجاد حلول جديدة للمشاكل.
–الوقاية من الاضطرابات العقلية: الاهتمام بالصحة العقلية يمكن أن يكون وقائيًا للأمراض العقلية. عندما تتبع نمط حياة صحي، وتعتني بنفسك عقليًا وعاطفيًا، فإنك تقلل من خطر الإصابة بالاضطرابات العقلية مثل الاكتئاب والقلق.
لذا؛ يجب أن تعامل الصحة العقلية بنفس الأهمية التي تعامل بها الصحة الجسدية، وينبغي العمل على تعزيز الوعي والتثقيف حول الصحة العقلية وتوفير الدعم والمساعدة لأولئك الذين يعانون من مشاكل صحية نفسية.
العوامل المؤثرة في الصحة العقلية:
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على الصحة العقلية للأفراد. قد تكون هذه العوامل متعددة وتختلف من شخص لآخر، ومن بين العوامل الرئيسية التي قد تؤثر على الصحة العقلية ما يلي:
1-العوامل الوراثية والبيولوجية: يمكن أن تكون بعض الاضطرابات العقلية مرتبطة بعوامل وراثية وبيولوجية. فقد يكون لديك توصل عائلي لبعض الاضطرابات النفسية، وهناك تأثير الكيمياء الدماغية، والهرمونات، والتغيرات الجسدية التي يمكن أن تؤثر سلباً على الصحة
إقرأ أيضا:علاج اضطراب القلق (anxiety disorder) العلاج والادوية المستخدمة2-العوامل البيئية: يمكن أن تؤثر العوامل البيئية على الصحة العقلية، مثل الظروف المعيشية، والفقر، والعنف، والتمييز، والتعرض للإجهاد المستمر.
تأثير البيئة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية يمكن أن يكون له تأثير كبير على الصحة العقلية.
3-الأحداث الحياتية: يمكن أن تؤثر الأحداث الحياتية المهمة والمؤثرة على الصحة العقلية، مثل فقدان العزيز، وانفصال الشريك، والانتقالات الكبيرة، والضغوطات المهنية، والتحديات الشخصية. قد يصعب التكيف مع هذه الأحداث وقد يؤدي ذلك إلى مشاكل في الصحة العقلية.
4-التاريخ الشخصي للاضطرابات العقلية: إذا كان لديك تاريخ سابق للاضطرابات العقلية مثل الاكتئاب أو القلق أو اضطرابات الطعام، فقد يكون له تأثير على الصحة العقلية في المستقبل.
5-استخدام المخدرات والكحول: يمكن أن يزيد تعاطي المخدرات والكحول من خطر تطور الاضطرابات العقلية وتفاقم الأعراض القائمة.
6-الدعم الاجتماعي: يمكن أن يؤثر الدعم الاجتماعي، والعلاقات الاجتماعية القوية بشكل إيجابي على الصحة العقلية. بالمقابل: قد تؤدي العزلة وقلة الدعم الاجتماعي إلى زيادة خطر مشاكل الصحة العقلية.
هذه بعض العوامل التي يمكن أن تؤثر على الصحة العقلية، ومن المهم أن نلاحظ أن هذه العوامل قد تتراكم مع بعضها البعض وتتفاعل لتحديد الصحة العقلية للفرد. قد يكون لكل فرد تجربة فردية ومختلفة فيما يتعلق بالعوامل التي تؤثر على صحته العقلية.
إقرأ أيضا:علاج اضطراب القلق (anxiety disorder) العلاج والادوية المستخدمةأمراض مؤثرة في الصحة العقلية:
أمراض الصحة العقلية هي مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على العقل، والسلوك، والمشاعر، والوظائف العقلية الأخرى للفرد. تتنوع هذه الاضطرابات فيما بينها من حيث الأعراض والأسباب والتأثيرات، وتشمل مجموعة واسعة من الحالات.
تختلف تلك الأمراض شدةً وضعفاً كما تختلف أيضاً بإختلاف المرحلة العمرية.
أمراض الصحة العقلية عند البالغين تتمثل في:
من بين الأمراض الشائعة:
1-الاكتئاب: وهو اضطراب مزاجي يتسم بالحزن المستمر وفقدان الاهتمام والاستمتاع بالأنشطة اليومية، ويمكن أن يصاحبه اضطرابات النوم، والشهية، والشعور بالتعب.

2-القلق: وتشمل اضطرابات القلق العام واضطراب الهلع والرهاب. يتميز القلق بالقلق والتوتر المستمر والقلق المفرط بشأن الأمور اليومية، بينما يتسم اضطراب الهلع بنوبات مفاجئة ومكثفة من الخوف الشديد والرهاب.
3-اضطراب الهوس الاكتئابي: يتميز بتناوب الفترات الهوسية (فترات من النشاط المفرط والمزاج المرتفع) مع فترات الاكتئاب (فترات من الحزن والانخفاض المزاجي)
الفصام (Schizophrenia): وهو اضطراب عقلي يتسم بفقدان الاتصال بالواقع وتشوش التفكير والهلوسة (سماع أصوات غير حقيقية) واضطرابات الشخصية.
5-اضطراب الشخصية الحدية: يتسم بنمط ثابت من السلوك والتفكير غير الصحيح والعلاقات الاجتماعية المضطربة، ويؤثر بشكل كبير على حياة الفرد.
هناك أيضًا العديد من الاضطرابات الأخرى مثل اضطرابات الطعام، واضطرابات النوم، واضطرابات الاعتماد على المخدرات، واضطرابات النمط العصبي، ومشاكل الغضب والتوتر، واضطرابات الذاكرة والانتباه، والعديد من الاضطرابات الأخرى التي يمكن أن تؤثر على الصحة العقلية للفرد.
عند الأطفال ما قبل المراهقة:
تظهر الأعراض على الأطفال في سن ما قبل المراهقة بالشكل الآتي:
تغير في الأداء الدراسي وتراجعه.
عدم القدرة على التغلب على المشكلات اليومية.
التغير في النوم أو العادات الغذائية.
الشكوى الزائدة من وجود مشكلات جسدية.
الابتعاد عن الأصدقاء والنشاطات.
.تحدي السلطات، أو التغيب عن المدرسة، أو السرقة، أو تكسير الممتلكات.
مزاج سلبي لفترات طويلة يترافق غالبًا مع ضعف الشهية، وأفكار تخص الموت..
فورات غضب متكررة.
تعاطي المخدرات أو الكحول.
أعراض المرض النفسي عند الأطفال الأصغر عمرًا.
ومن أبرز هذه الأعراض ما يأتي:
تغير في الأداء الدراسي وتدني التحصيل بالرغم من بذل مجهود كبير.
فرط النشاط.
القلق المفرط.
الكوابيس المستمرة.
العصيان المستمر، والسلوك العدواني.
.نوبات غضب متكررة
العناية بالصحة العقلية:
هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها للحفاظ على الصحة العقلية. ومن بين هذه الاستراتيجيات:
1-العناية بالنفس والاهتمام بالصحة العامة: يجب أن تكون للرعاية الذاتية والصحة العامة أولوية. يشمل ذلك الحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتناول طعام صحي ومتوازن، والاسترخاء وتقنيات التنفس العميق، والاهتمام بالنشاطات التي تمنحك فرحًا وراحة.
2-التواصل الاجتماعي: يجب أن تسعى للتواصل مع الأصدقاء والعائلة والمجتمع.
الاستفادة من الدعم الاجتماعي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة العقلية. قد تكون هناك فرص للمشاركة في أنشطة اجتماعية، والانخراط في المجتمعات المحلية أو الانضمام إلى نوادي أو جمعيات مشتركة.
3-التعامل مع التوتر وإدارة الضغوط الحياتية: يجب أن تتعلم تقنيات إدارة التوتر مثل التأمل والاسترخاء العميق وتخفيف التوتر. قد يكون من المفيد أيضًا تحديد أولوياتك وتنظيم وقتك بشكل فعال وتعلم كيفية التعامل مع الضغوط الحياتية بطرق صحية.
4-ممارسة النشاط البدني: يعتبر ممارسة النشاط البدني من أهم العوامل التي تساهم في الصحة العقلية. يساعد التمرين العضلي المنتظم على تحسين المزاج وتقليل القلق والاكتئاب. يمكنك اختيار النشاط البدني الذي يناسبك مثل المشي، أو رياضة اليوغا، أو ركوب الدراجة، أو أي نشاط يجلب لك المتعة.
5-تقليل استهلاك المواد الضارة: يجب تجنب تعاطي المخدرات والكحول والمواد الأخرى التي قد تؤثر سلبًا على الصحة يعرف أن استهلاك هذه المواد يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات الصحة العقلية وتفاقم الأعراض الموجودة.
6-البحث عن المساعدة المهنية: إذا كنت تشعر بأن الصحة العقلية تؤثر سلبًا على حياتك وتعيق قدرتك على التعامل بشكل طبيعي؛ فمن المهم أن تطلب البحث عن المساعدة المهنية. يمكنك زيارة أخصائي نفسي أو معالج نفسي للحصول على التقييم والدعم المناسبين. قد يساعدك الاستشاري النفسي على تطوير استراتيجيات تحسين الصحة وتقديم الدعم اللازم.
7-الاهتمام بالتوازن الحياتي: يجب أن تسعى لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية والأنشطة الترفيهية. قم بتحديد الحدود الصحية ولا تتردد في قبول المساعدة عند الحاجة. تأكد من أنك تمنح نفسك وقتًا للاسترخاء والاستجمام، والقيام بالأنشطة التي تستمتع بها.
8-الممارسات الصحية العقلية: يمكن أن تكون الممارسات الصحية العقلية مفيدة للعافية العقلية، مثل المهارات الاسترخائية، والتأمل، والتأمل الإيجابي، والكتابة اليومية، وتعلم التقنيات الإيجابية للتفكير وتغيير النمط السلبي للتفكير.
تذكر أن الحفاظ على الصحة العقلية يتطلب جهودًا مستمرة وشاملة. قد تحتاج إلى تجربة وتكييف استراتيجيات مختلفة لتجد ما يناسبك بشكل أفضل. إذا كنت تعاني من أعراض خطيرة أو تشعر بالانزعاج الشديد، يُنصح دائمًا بالتحدث إلى محترف صحة عقلية للحصول على المساعدة الملائمة.
تعزيز الصحة العقلية لدى الأطفال والمراهقين:
تعزيز الصحة العقلية لدى الأطفال والمراهقين يعتبر أمرًا مهمًا لتعزيز رفاهيتهم العامة وتطويرهم الشخصي والاجتماعي. فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لتحسين صحة عقلهم:
- التواصل الفعّال: كونوا متاحين للأطفال والمراهقين للحديث والتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم. استمعوا بعناية ودون الحكم أو التجاوب بشكل سلبي. يمكن استخدام الحوار البنّاء والمفتوح لفهم احتياجاتهم ودعمهم.
- تعزيز الثقة والتقدير: أظهروا الدعم والتشجيع المستمر لقدرات ومواهب الأطفال والمراهقين. قدموا إشادة بجهودهم وتحفيزهم على تحقيق أهدافهم وتطوير مهاراتهم. قد يساهم الشعور بالثقة في تعزيز صحة عقلهم.
- تعزيز النمط الحياة الصحي: شجعوا الأطفال والمراهقين على ممارسة النشاط البدني بانتظام والحفاظ على نظام غذائي متوازن وصحي. تأكدوا من أنهم يحصلون على قسط كافٍ من النوم، وقد يكون من المفيد تعليمهم تقنيات التنفس والاسترخاء للتعامل مع التوتر والضغوط اليومية.
- تشجيع الاهتمام بالاهتمام الذاتي: علموا الأطفال والمراهقين أهمية الاعتناء بأنفسهم والاستراحة والاستمتاع بالأنشطة التي يحبّونها. قد يشمل ذلك القراءة، والرسم، وممارسة الهوايات، والاستماع إلى الموسيقى، والقيام بأنشطة ترويحية أخرى.
- تعزيز العلاقات الاجتماعية الصحية: قدموا الدعم والتشجيع للأطفال والمراهقين لبناء والحفاظ على علاقات صحية وإيجابية مع أقرانهم. قد يساعد الانخراط في أنشطة جماعية مثل النوادي الرياضية أو النوادي الاجتماعية على توسيع دائرة صداقاتهم.
- العلوم الحديثة والتكنولوجيا: كونوا على دراية بالتكنولوجيا التي يستخدمها الأطفال والمراهقون واهتموا بمتابعة نشاطاتهم عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. قد يكون من الضروري وضع قواعد وإرشادات لاستخدام الإنترنت بطريقة آمنة ومسؤولة.
- الاهتمام بالتوازن العاطفي: قد يواجه الأطفال والمراهقون ضغوطًا وتحديات عاطفية. تعزيز الوعي بالمشاعر وتقديم الدعم العاطفي يمكن أن يكون مفيدًا. قد يساعدهم تعلم استراتيجيات إدارة الضغوط والتوتر مثل التأمل والتمارين الرياضية.
- المشورة الاحترافية: في حالة الاحتياج، لا تترددوا في طلب المشورة الاحترافية من الأطباء أو المعالجين النفسيين المتخصصين في صحة الأطفال والمراهقين. يمكن للمشورة والعلاج أن يقدما الدعم المهم في حالات الصعوبات العاطفية أو الاضطرابات النفسية.
من الضروري أيضًا على الأهل والمربين أن يكونوا أدوارًا نموذجية وملهمة للأطفال والمراهقين. بتوفير بيئة مشجعة وداعمة، يمكن تعزيز الصحة العقلية للأطفال والمراهقين وتعزيز تطورهم الإيجابي.